العيون الفوّارة بالماسكارا في الدراما التركية

غولرو بطلة مسلسل حرب الورود

غولرو بطلة مسلسل حرب الورود

إقبال التميمي

نتابع الدراما التركية بشغف رغم أننا ننتقد مبالغاتها. لأنها تنتشلنا من كآبة واقعنا الأليم في الوطن العربي وتنقلنا فوق سحابة الكذب اللذيذ. نعم بعض الكذب الإعلامي مفيد للصحة لما فيه من آليات التنفيس، كما أن الكذب الدرامي يعلمنا الايتيكيت أحياناً دون أن نشعر.

من ناحية فنية، تتميز الدراما التركية عن العربية بالتصوير الخارجي وباستخدام الدرونات حيث كاميرات التصويرمحملة على أجهزة مثبتة على جسد طائرة بدون طيار يتم التحكم فيها عن بعد. فتمتعنا برؤية تضاريس الطبيعة وجماليات سواحل وجبال ومباني وجسور تركيا التي تساهم في الجذب السياحي. كما تتميز الدراما التركية بتنويع مواقع التصوير على الأرض. حيث كل مسلسل يقام على منطقة جديدة من تركيا الممتدة فتخطف لنا الدراما جماليات وعادات وتقاليد ولهجات الولايات النائية، وحياة مزارعي الشاي والقطن، وعادات وتقاليد تلاقحت وتماهت مع دول الجوار على جميع الجهات بما فيها من إشكالات أمنية متعلقة بحماية الحدود من التهريب بأنواعه ومزارع الألغام.

هذا لا يمنع من أن هناك سقطات فنية تعمل على قطع حبل الكيف على شكل صفعة بصرية. من ضمنها عدم الاهتمام الدقيق بالتفاصيل عند دمج اللقطات التي تم تصويرها على جلسات مختلفة. هذه السقطات تحول اللقطة الحميمة الانفعالية الى لقطة فكاهية تنسف العمل الفني وتجعله كسيحاً.

فكثيراً ما لاحظنا في لقطة حيث تركب البطلة السيارة والشمس مشرقة في عزّ النهار لتذهب الى مكان قريب، وفي اللقطة التي تليها نجدها تترجل من السيارة والدنيا معتمة كحل. وأحياناً أخرى تصعد الدرج وشعرها مصفف شينيون وعندما تصل رأس الدرج وإذا بشعرها منسدل على كتفيها. تركب تاكسي الأجرة دون وجود محفظة معها، حيث ثوبها لا يوجد به أي جيوب تدل على أنها ستغرف منها أجرة التاكسي، وتغادر التاكسي وإذا بقدرة قادر تحمل محفظة بيدها.

من المؤكد أن عشرة دقائق في السيارة لا تبرر انطفاء نور الشمس، ولا أظن أن محل كوافير قد يفتح على الدرجة الخامسة من السلالم ولا أظن أن سائقي التاكسي يوزعون حقائب يد نسائية. يوم أمس كانت الحلقة الأخيرة من مسلسل حرب الزهور التي يفترض بأنها بين متنافستين في حقل الموضة وتصميم الأزياء. فجاء المشهد الباكي صادماً بسيلان رهيب للماسكارا على وجه البطلة بحيث كانت تنقط سيول الماسكارا من ذقنها دون أن تحاول مسحها ولو مرة واحدة. هل يعقل أن ثرية تعمل في حقل الموضة لا تستطيع أن تشتري علبة ماسكارا من النوع الجيد الذي يضمن عدم سيالانها مع أول بخّة دموع صناعية؟ وهل يعقل أن لا يصاب المرء بحكّة في جلده نتيجة سيلان خليط الماسكارا والدموع بحيث تقوم اليد عادة بحركة تلقائية طبيعية بمسحها؟

حتى تاريخ هذا اليوم لم أر ممثلة تركية ترتدي الشبشب في البيت. منذ أن تصحو وحتى تنام وهي تتنقل على مسامير الكعب العالي. وعندما تذهب الى العمل ترتدي ملابس لمّاعة وكاشفة تليق بحفلة مسائية. كل هذه الأحوال جعلت من الرجل العربي يصدق بأن المرأة يجب أن تكون هكذا. فازداد نفور الرجال العرب من زوجاتهم. أما عن كذب الدراما على النساء فله مادة أخرى.

أضف تعليق